بقلم نونا المصري
المحتويات
المحرك وركض بأسرع ما يمكنه الى داخل المبنى حيث كانت رغد واقفة بجانب غرفة العمليات برفقة العم محمود وزوجته امينه وابنيهما سمير ووفاء فتوجه نحوها وسألها بقلق ايه اللي حصل يا رغد وفين ماما
وما ان رأته رغد حتى عانقته بقوة واڼفجرت بالبكاء قائلة بصوت متقطع احنا كنا قاعدين في الجنينة... و.. وهي تعبت فجأة وفقدت وعيها ...ومعاذ قال انها اتعرضت لنوبة قلبية ولازم تعمل عمليه
ادهم
ايه !
فاقترب العم محمود منهما ووضع يده على كتف ادهم قائلا متقلقش يا ابني ... اخوك ومراتوا دخلوا اوضة العمليات وهما اللي هيعملوا العملية للست هانم وان شاء الله هتعدي على خير.
ادهم بقلق ازاي معاذ دخل العملية دا ممكن يغلط في حاجة لان اللي جوا تبقى ماما وهو اكيد خاېف عليها دلوقتي.
اجابته امينة زوجة العم محمود هو اصر انه يعمل لها العملية بنفسه وسلوى قالت انها هتساعده.
ردت عليه رغد بنبرة باكية انا خاېفه يا ادهم... خاېفه على ماما اوي.
فمسح ادهم دموعها قائلا متخفيش يا حبيبتي...ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام.
في نيويورك........
قام خالد بتوصيل مريم والهام الى عنوان منزل عمها السيد عمر حيث كان المنزل بسيطا وجميلا مكون من طابقين وحديقة صغيرة فنزلن من السيارة كما فعل هو المثل وقالت مريم متشكرين جدا يا استاذ خالد...تعبناك معانا.
فالتفتت الهام واجابته ايوا... هو دا العنوان اللي بعته عمي.
خالد يبقى انا همشي دلوقتي... اتشرفت بمعرفتكوا.
مريم واحنا اكتر... ومتشكره مرة تانية .
خالد العفو...ومتنسيش تفكري في الموضوع اللي تكلمنا عنه .
مريم ولا يهمك.
خالد يلا سلام.
ثم غادر وهو يرسم على محياه ابتسامة مشرقة اما الهام فقالت يا لهوي على الجمال مش بس جمال دا طلع اخلاق برضو وباين عليه شخص طيب اوي.
فابتسمت الهام وردت بعفوية يمكن لو قلتلك مش هتصدقيني يا ميمي بس والله العظيم دا دخل على قلبي زي العسل اول ما قبلته ...تقولي هو دا الشخص اللي كنت بدور عليه طول عمري وفجأه ظهر قدامي .
فتنهدت مريم واردفت لا انتي باين عليكي اټجننتي على الاخر... يلا خلينا ندق باب بيت عمك احسن ما نفضل برا طول الليل .
قالت ذلك ثم حملت حقيبتها وسارت برفقة صديقتها مريم حتى دخلن الى فناء المنزل حيث كان المكان هادئ بأستثناء صوت التلفاز الذي كان صادرا من الداخل...فقامت بقرع جرس الباب ونظرت إلى مريم وما هي الا دقيقة حتى فتحت لهن فتاة جميلة ابتسمت وقالت بلكنة مصرية مكسرة اكيد انتوا الهام ومريم مش كدا
الفتاة جين ... انا جين مرات سعيد ابن عمك .
في تلك اللحظة ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه الهام وهتفت بنبرة حماس هو سعيد اتجوز !
ردت عليها جين ايوا.
الهام الحمد لله تعالي في الحضن يا حبيبتي .
قالت ذلك واخذت تعانق جين بطريقة مبالغ فيها فسحبتها مريم من ذراعها وعاتبتها قائلة مالك يا
الهام ما تهدي شوية.. الله !
اما جين فابتسمت وقالت اتفضلوا.
فدخلت الهام واردفت بسعادة غامرة يا حبيبتي يا جين اسمك جين برضو مش كدا
أومأت جين برأسها دليلا على نعم واجابت ايوا.
الهام انتي متتخيليش انا فرحتلكوا قد ايه.
جين متشكره.
في تلك اللحظة سمعن صوت سيدة كانت تنادي قائلة جين.. انتي فين يا بنتي
فقالت جين بلكنتها المكسرة انا.. هنا يا ماما.
وعندما ظهرت السيدة واذ بالهام تصرخ قائلة طنت سهيله... وحشتيني..
قالت ذلك وركضت نحو المرأة المدعوة سهيلة والتي تكون زوجة عمها ثم عانقتها باندفاع اما هذه الاخيرة فابتسمت وسالتها انتوا جيتوا امتى يا بنتي
ابتعدت الهام عنها واجابت من شوية.
فابتسمت سهيله وسألتها ازيك يا روحي
الهام الحمد لله بس انا زعلانه منك.
سهيلة ليه بقى
الهام كدا برضو يا سوسو متسأليش عني طول السنتين اللي فاتوا هو انا مش بنتك كمان ولا ايه
فابتسمت سهيلة وقالت ومين قلك اني مكنتش اسأل عنك انا كنت بكلم مامتك كل اسبوع تقريبا علشان اطمن عليكوا بس انتي كنتي بتتأخري في الشغل ومكنتش عارفه اوصلك ابدا .
الهام مادام كدا يبقى هعديها لك المره دي... ودلوقتي بصي انتي فاكرة مريم يا طنت مش كدا
فنظرت سهيلة إلى مريم وابتسمت قائلة هو حد يقدر ينسى القمر دا بسم الله ما شاء الله... انتي كبرتي اوي يا مريم عن اخر مرة شفتك فيها .
ابتسمت مريم وسألتها ازيك يا طنت
فعاتبتها سهيلة قائلة عايزه تسلمي عليا كدا من غير ما تحضنيني برضو
مريم ودا كلام
قالت ذلك ثم اقتربت منها وعانقتها... وما ان عانقتها حتى
اڼفجرت بالبكاء لانها تذكرت والدتها حيث ان سهلية كانت صديقة امها سعاد منذ زمن ...فقالت وحشتيني اوي يا طنت...انتي متتخيليش انا محتاجالك قد ايه.
فبكت سهيلة ايضا وقالت الله يرحم امك يا بنتي.. انا زعلت اوي لما سمعت الخبر...وكمان قلبي اتقطع على اختك اللي راحت كدا زي نسمة الهوا بس هنعمل ايه بقى دا كأس حتشرب منه كل الناس.
في تلك اللحظة نزلت دمعة
الهام ولكنها سيطرت على نفسها ومسحت دموعها ثم استطردت جرى ايه يا جماعة احنا هنفضل واقفين على الباب كدا
واخذت تتلفت حولها ثم اضافت وبعدين فين عمي دا وحشني اوي وكمان سعيد انا مش شايفاه .
فاجابتها جين بلكنه مكسره بابا أومر قاعد جوا وسئيد نزل الشغل بس مش هيتأخر .
فنظرت الهام اليها بغرابة وسألتها بابا... مين
فضحكت سهيلة وقالت الله عليكي يا جين.. بقالي سنة بعلمك وبرضو مش قادرة تلفضي حرف العين كويس !
قالت ذلك ثم نظرت إلى مريم والهام واضافت جين مرات ابني اصلها اجنبية وهما اتجوزوا من سنة تقريبا وهي اسلمت علشان بتحب سعيد واتعلمت تتكلم مصري بس لسه متعرفش تلفظ اسمه واسم عمكوا عمر كويس.
فابتسمت مريم وقالت اتشرفت بمعرفتك... انا مريم مراد .
جين اهلا ..م.. مريم .
واستطردت سهيلة قائلة يلا اتفضلوا... اكيد عمكوا عمر هيفرح اوي لما يشوفكوا.
وبالفعل دخلن الى غرفة المعيشة حيث كان السيد عمر عم الهام جالسا على الاريكة يشاهد التلفاز.. وما ان دخلت الهام الى الغرفة حتى احدثت ضجة عالية بصړاخها قائلة عموووووو... وحشتني يا حبيبي !
فنهض الرجل وقال بدهشة مين .. الهام مش على اساس انك هتيجي بكرا يا بنتي
ركضت الهام وعانقته قائلة جرى ايه يا عموره انا ما وحشتكش ولا ايه
ضحك السيد عمر وقال ودا كلام برضو انا مبسوط انك هتقعدي معانا يا حبيبتي.
قال ذلك ثم نظر إلى مريم وابتسم قائلا نورتينا يا مريم يا بنتي... اخبارك ايه
فابتسمت مريم وقالت الحمد لله يا عمي.. انتي عامل ايه
السيد عمر انا كويس والحمد لله بس بقيت احسن بعد ما شفتكوا.
واضافت سهيلة اهلك كلمونا يا الهام وقالوا انكوا هتوصلوا بكرا هو ايه اللي حصل بالزبط
فضحكت الهام واردفت الظاهر ان ماما اتلخبطت في الوقت لان زي ما انتوا عارفين ان التوقيت بيختلف بين مصر واميركا.
واستطردت جين قائلة انا جهزت لكوا اوضة النوم اللي هتقعدوا فيها من امبارح ...هروح اطلع شنطكوا.
فقالت مريم ميرسي اوي يا جين ...تعبناكي معانا.
فابتسمت جين وقالت أفوا .
فصححتها سهيلة بقولها عفوا يا جين مش أفوا ...قولي ورايا عفوا .
جين أفوا .
سهيلة عفوا ..ع. ع. مش أ.
فقال السيد عمر خلاص بقى يا سهيلة... سيبي البنت في حالها انا زهقت عنها.
نظرت اليه زوجته وقالت مهو لازم افضل اصححها علشان تتعلم.
فقالت الهام ولا يهمك يا طنت...انا هعلم جين بدالك ومن بكرا كمان.
جين متشكره يا الهام مش كدا
الهام ايوا يا حبيبتي انا الهام وتقدري تعتبريني اختك من اللحظة دي .
فقالت سهيلة طيب يلا قوموا علشان تستريحوا وانا هروح اجهز العشا... اكيد سعيد هيتبسط اوي لما يعرف انكوا وصلتوا بخير وسلامة .
وبالفعل ذهبت الهام ومريم برفقة جين التي ارشدتهن الى غرفتهن وقالت انا رتبت السرير وجهزت الحمام ألشان تاخدوا راحتكوا.
الهام متشكره
يا قمر.
ابتسمت جين وقالت هسيبكوا بقى تستريحوا.
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة اما الهام فقفزت من شدة الفرحة مما جعل مريم تنظر اليها بتعجب وسألتها انتي اټجننتي ولا ايه
فامسكت الهام بيدها وابتسمت قائلة سعيد طلع متجوز يا ميمي يعني احتمال ان عمي يجوزهولي بقى زيرو...انتي سامعاني زيرو.
مريم وانتي فرحانه كدا ليه
الهام علشان انا عمري بعتبر سعيد زي اخويا بس اهلي كانوا عايزيني اتجوزه ... لكن دلوقتي خلاص هو طلع متجوز وبيان ان مراته طيبة اوي.
مريم بس ازاي مكنتيش تعرفي ان ابن عمك اتجوز... طنت سهيلة قالت انه اتجوز جين من سنة يعيني انتي واهلك مكنتوش تعرفوا ولا انتي بس اللي مكنتيش تعرفي
الهام فعلا دي حاجة غريبة... محدش قال لي ان ابن عمي اتجوز
مريم جايز علشان جين اجنبية محبوش حد يعرف .
الهام معقول
مريم كل حاجة جايزه يا بنتي.
الهام خلاص ..المهم ان فكرة جوازي من سعيد بقت مستحيلة ودا معناه اني هقدر اتجوز فارس احلامي المز خالد نجم .
قالت ذلك بلهجة هيام وعشق ورمت نفسها على السرير وهي تبتسم وكأنها في عالم آخر... فنظرت مريم اليها وهزت رأسها قائلة الصبر يا ربي انتي لسه شايفاه من ساعتين بس
ازاي بقى فارس احلامك
الهام هو دا الحب من اول نظرة يا بنتي... انتي مسمعتيش عنه قبل كدا ولا ايه
في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجه مريم واصبحت حزينة لانها تذكرت ادهم...فهو كان حبها الاول والاخير ولكن الظروف لم تسمح لها بأن تعيش ذلك الحب وقټلته قبل ان يبدأ ... فادمعت عيناها وقالت مفيش حاجة اسمها حب يا الهام... جايز يكون في الافلام والروايات بس مش في الحقيقة .
صرحت بذلك ثم فتحت باب الحمام ودخلت وبدأت تبكي بصمت اما الهام فجلست على السرير وتنهدت قائلة اكيد افتكرت ادهم
بيه... دي باين عليها انها بتحبه اوي والا مكانتش سابت مصر كلها علشان تقدر تنساه .
عودة الى مصر...........
كان ادهم واخته رغد وعائلة العم محمود ينتظرون امام باب غرفة العمليات بترقب وقلق خوفا على السيدة كوثر التي دخلت إلى
العملية منذ ثلاث ساعات...وبينما كانوا ينتظرون جاء كمال وهو يركض فسألهم بقلق ايه اللي حصل لطنت كوثر
اجابه ادهم نوبة قلبية يا كمال وهي لسه في العملية.
في تلك اللحظة خرج معاذ من غرفة العمليات فهرع الجميع نحوه وسأله ادهم بقلق ماما كويسه يا
متابعة القراءة