بقلم نونا المصري
المحتويات
خطرت على بالها فكرة غبية حيث انها استلقت على السرير وادعت النوم اما ادهم فخرج من الحمام وهو يرتدي روب الاستحمام الذي كان باللون الكحلي بينما كان ينشف شعره بمنشفة اخرى فابتسم تلقائيا عندما رآها مستلقية على سريره وتعطيه ظهرها ادرك على الفور انها تكذب فلم يعلق بل فتح
خزانته واخذ يرتدي ملابسه بينما كانت هي تغمض عينيها بشدة وقد شعرت بقلبها يهوي خصوصا لانه رمى المنشفة بجانبها على السرير فبدأت دقات قلبها تخفق بسرعة فائقة .
مكونة من بنطال اسود وتيشرت رمادية ضيقة تبرز عضلات بطنه وكانت بأكمام طويله ثم امسك زجاجة العطر التي امسكتها مريم سابقا ورش منها رشتين ثم اعادها الى مكانها والټفت الى تلك الكاذبة التي كانت تستلقي على سريره وتتنفس بسرعة فابتسم ثم قال بصوت رزين انا هطلع دلوقتي علشان تعملي شاور براحتك والعشا هيبقى الساعة تمانيه متتأخريش .
قالت ذلك ثم توجهت نحو حقيبة سفرها التي كانت في الزاوية بالقرب من الباب ثم حملتها ووضعتها على السرير وبعدها فتحتها واخذت تحدق بملابسها محتارة ما الذي يجب ان ترتديه على العشاء برفقة عائلته زوجها فهي ارادت ان تظهر امامهم بمظهر لائق ومحترم لذا اخرجت فستان اسود بسيط يصل الى حد الركبة باكمام طويلة مخرمة بالاضافة الى ملابسها الداخلية والشامبو الخاص بها ثم دلفت إلى الحمام الفاخر وضعت ملابسها جانبا واخذت تحدق بأرجاء المكان كما لو انها لم ترى حماما من قبل فقالت بدهشة هو دا حمام ولا ايه بالزبط
فابتسمت السيدة كوثر وقالت مراتك باين عليها بنت حلال.. برافو عليك يا ابني عرفت تنقي .
اما رغد فقالت قولي يا ادهم ...ايه شعورك بعد ما اتجوزت اخيرا وبقى عندك ابن
فتغيرت تعابير وجه ادهم واصبحت جدية حيث قال عارفه الشعور الحلو اللي يبقى معاه شعور الخۏف والقلق.. هو دا شعوري دلوقتي انتي اكيد تعرفيه لأنك هتبقي ام بعد خمس شهور.
اجابه ادهم لان ابني خلق قبل آوانه يا معاذ يعني النمو عنده بطيء علشان كدا حجمه صغير اوي وكمان هو عمل عملية من كام يوم بس وكان من الممكن يجراله حاجه علشان كدا انا خاېف عليه جدا اما مريم... فهي عاشت برا مصر لفترة طويلة وانا خاېف انها مش هتقدر تتأقلم هنا وخصوصا لانها لسه صغيرة .
في تلك اللحظة شرد ادهم بفكره واخذ يفكر بكلام سلوى فقال في سره اه صحيح... هي مريم ليه سمت ابننا على اسمي كانت تقدر تسميه اسم تاني يبقى ليه اختارت تسميه بنفس الاسم
وبينما كان يفكر قطع حبل افكره صوت امه التي قالت متقلقش يا ابني...وزي ما قالت سلوى ان قلقلك دا شيء طبيعي واهم حاجة دلوقتي ان اخيرا بقى عندي حفيد هينور حياتنا .
في تلك اللحظة شعرت سلوى بالحزن حيث انها لم تنجب اي طفل خلال سنوات زواجها الستة فظهر ذلك على وجهها بينما كان حال زوجها معاذ كحالها وقد انتبه عليها فامسك بيدها قائلا بهمس متزعليش يا روحي.. دا امر ربنا وانتي مالكيش ذنب .
فقالت بصوت خاڤت ونعم بالله.
بينما سأل ادهم اخته امال فين جوزك انا مشفتوش من ساعة ما جينا.
فقالت رغد هو قال ان عنده شغل وجايز يتأخر عشان كدا قال لي افضل عندكوا الليلة دي وهو هيجي يروحني بكرا الصبح.
وفي تلك الاثناء نزلت
مريم من الغرفة وكانت جميلة كالعادة بذلك الفستان الأسود البسيط وتسريحة شعرها الناعمة كما انها لم تضع اي مستحضرات تجميل بل تركت جمالها الطبيعي يظهر أنوثتها وبرائتها توجهت نحوهم بخطوات بطيئة وقالت بصوت مرتبك مساء الخير يا جماعة.
فنظر الجميع اليها وابتسموا بينما ردت عليها السيدة كوثر قائلا مساء النور يا حبيبتي... تعالي اقعدي جنبي علشان ابصلك كويس .
شبكت مريم يديها ببعضهما ثم نظرت تلقائيا إلى ادهم الذي كان يحدق بها بهدوء وبنظرات تحمل الكثير من التساؤلات مما جعلها ترتبك اكثر لذا اشاحت بصرها عنه بسرعة ونظرت الى السيدة كوثر وابتسمت بلطف قائلة حاضر يا طنت.
قالت ذلك ثم جلست بجانبها باحترام فاخذت السيدة كوثر تثني على جمالها وامسكت ذقنها بلطف قائلة بسم اللہ ما شاء الله...ايه
الحلاوة دي كلها يا حبيبتي انتي تاكلي ايه علشان تبقي حلوه
بالشكل دا
شعرت مريم بالخجل يعتلي وجنتيها فابتسمت وغمغمت ربنا يكرمك.. دي عينيكي الحلوه علشان كدا بتشوف كل حاجة حلوه .
ابتسمت رغد وقالت ممازحة ايه دا ايه دا...الظاهر ان ست الكل نسيتني انا وسلوى بعد ما قابلتك يا مريم .
فضحكت السيدة كوثر وسألت هي الغيرة اشتغلت ولا ايه
اما سلوى فابتسمت بلطف واردفت ماما كوثر عندها حق انتي حلوه اوي يا مريم واكيد بناتك هيبقوا حلوين زيك .
فنظرت مريم الى ادهم وارتبكت بعد قول سلوى وسرعان ما التفتت اليها قائلة ميرسي يا سلوى دا انتي اللي حلوه بس بصراحة انا مبفكرش اني اخلف تاني.
في تلك اللحظة سمعت صوته الرجولي يقول بس انا عايز كمان ولاد .
الټفت الجميع اليه حيث كان جالسا على نفس الوضعية واضعا قدمه اليمنى فوق اليسرى ويكتف ذراعيه ولم يتحرك شبرا واحدا ونظرت مريم اليه پصدمة شديدة بينما اضاف قائلا يعني ابني لازم يبقى عنده اخ او اتنين علشان يلعب معاهم وميحسش بالوحده مش كدا يا ماما
ابتسمت السيدة كوثر وصفقت بيدها مرة واحده قائلة بحماس طبعا يا حبيبي ...دا هيبقى على قلبنا احلى من العسل.
قالت ذلك ثم امسكت بيد مريم واضافت علشان كدا عايزاكي تخلفيلنا بنوته حلوه زيك يا حبيبتي ماشي.
احنت مريم رأسها لان الخجل وصل بها الى ذروته فاحمرت وجنتيها وضاق تنفسها فابتلعت ريقها ولم تعلق بينما قالت رغد مخلاص بقى يا جماعة... انتوا مش شايفين ان مريم مكسوفه
فابتسم معاذ قائلا وتتكسف ليه دا شيء طبيعي بما انها متجوزه .
في تلك اللحظة اتت وفاء ابنة العم محمود وقالت العشا جاهز يا طنت كوثر .
فنظرت السيدة كوثر اليها وقالت ماشي يا وفاء.. يلا بينا يا جماعة .
فنهض افراد العائلة بمن فيهم مريم التي كانت ما تزال مصډومة بسبب ما سمعته من ادهم بشأن انجاب المزيد من الاطفال ثم توجهوا جميعا الى غرفة المائدة حيث كانت مرتبة بشكل جميل وعليها أشهى المأكولات والمشروبات بانواع مختلفه جلست السيدة كوثر على رأس الطاولة بينما جلس ادهم مقابلا لها وبجانبه من جهة اليمين جلست مريم اما على جهة اليسار فجلس معاذ وبجانبه زوجته سلوى ومعهما رغد وكانت مريم تشعر بالتوتر يسيطر عليها ولم تستطيع رفع رأسها ابدا فنظر الجميع اليها وقال معاذ متتكسفيش يا مريم.. انتي بقيتي وحده من عيلتنا دلوقتي يعني اتصرفي على طبيعتك.
فنظرت اليه وقالت متشكره.
اما رغد فقالت يلا يا جماعة اتفضلوا.
وبدأوا يتناولون طعامهم بينما كانوا يتحدثون بأمور مختلفه ويضحكون الا مريم وادهم حيث كانا يتناولا طعامهما بصمت... فهو كان يفكر بما قالته سلوى وان كانت مريم تحبه حقا ام لا اما هي فكانت تشعر بالړعب بسبب ما قاله بشأن انجاب أطفال اخرين حيث ان الفكره ارعبتها جدا خصوصا لان علاقتهما كانت معقدة للغاية.
وبعد العشاء جلسوا في غرفة المعيشة فقالت رغد قوليلي بقى يا مريم... انتي خريجة ايه
مريم انا خريجة برمجة تطبيقات وهندسة إلكترونية بس محصلتش على فرصة علشان اشتغل في البرمجة لغاية دلوقتي .
معاذ ازاي يعني
فقال ادهم هي كانت متدربه في شركتي بس اقبل ما تبقى مبرمجة عينتها السكرتيرة بتاعتي وبعدها هي سافرت نيويورك وبقت تشتغل في شركة تجارية .
نظرت مريم اليه ثم ابعدت نظرها واضافت قائلة ايوا...انا اشتغلت مدققة حسابات في شركة صديق ليا وبعد كدا بقيت مديرة قسم المالية في الشركة بس اضطريت اني اقدم استقالتي علشان ارجع مصر.
فسألتها سلوى ومش ناويه تشتغلي هنا
ارادت مريم ان تتحدث ولكن ادهم سبقها بقوله هي هترجع تشتغل في شركتي وهتبقى السكرتيرة بتاعتي مرة تانية .
نظرت مريم إليه وقالت بدون وعي عايزني ارجع وابقى السكرتيرة بتاعتك احنا متفقناش على كدا.
فرمقها بنظرة حادة لانها نسيت نفسها وقال بصوت يغلبه الجمود هنتكلم في الموضوع دا بعدين.
في تلك اللحظة انتبهت الى الاخرين الذين كانوا يحدقون بها ورمشت عدة مرات ثم نهضت قائلة هروح اطمن على ادهم الصغير هي فين الاوضة بتاعته
فقالت السيدة كوثر جنب الاوضه بتاعتك انتي وادهم.
فنظفت مريم حلقها
لان وقالت متشكره عن اذنكوا يا جماعة.
قالت ذلك ثم تحركت بخطوات سريعة نحو السلالم وصعدت الى
الطابق العلوي بينما كان في قلبها امواج تسونامي تتخبط في جدران صدرها... اما ادهم فنهض ايضا وقال وانا كمان هطلع انام اصلي تعبان اوي... تصبحوا على خير.
رد البقية عليه تلاقي الخير.
ثم صعد إلى غرفة ابنه حيث كانت مريم جالسه بجانب الصغير على السرير بينما كان هو نائما بعمق في ذلك الفراش المبهج بالنسبة للاطفال حيث كان عليه رسومات لأبطال خارقين كما ان غرفته كانت مليئة بالألعاب بأشكل وانواع مختلفه
وكان يغلب عليها اللون الازرق السماوي والابيض وقف عند عتبة الباب يحدق بها وهي تربت على صدر ابنها بلطف بينما كانت شاردة الذهن وكأنها
سافرت بخيالها الى مكان بعيد ولم تسمعه عندما تحدث سألها عجبك البيت
بل استمرت بشرودها بينما كان يتحدث معها الى حين اقترب منها ووضع يده القوية على كتفها... وحين شعرت به شهقت شهقة صغيرة وسرعان ما انتفضت من مكانها ونظرت اليه وقالت باندفاع خضيتني يا ادهم !
سحب ادهم يده وقال بقالي ساعة بكلمك وانتي مش سمعاني !
قالت بارتباك انا ...انا... كنت...
فقاطعها حين امسك معصمها فجأة وقال خلاينا نتكلم
متابعة القراءة