حكاية عشت ف الدمام عشر سنين
العطلة الصيفية وفي العيادة استهل الدكتور ستيفن حديثه لياسمين بقوله مرحبا ياسمين كيف حالك
جيدة ولله الحمد ولكني أحس ضعف لا أدري مما
وبدأ الدكتور يطرح الأسئلة الكثيرة وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي تفضل في الغرفة الأخرى
قال الدكتور منذ متى وياسمين تعاني من المړض
قلت منذ سنة تقريبا وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى
فلم أتمالك نفسي وقلت مسكينة والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة كيف ترحل عن الدنيا وسمعت زوجتي صوت فدخلت ولما علمت وهنا دخلت ياسمين وابني أحمد وعندما علم أحمد بالخبر احتضن أخته وقال مستحيل
فقال الطبيب يعني سترحلين إلى الله.
فقالت ياسمين حقا سأرحل إلى الله !.وهل هو سيئ الرحيل إلى الله ألم تعلماني يا والدي بان الله
أفضل من الوالدين والناس وكل الدنيا وهل رحيلي إلى الله
فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى فياسمين ترى في المۏت رحلة شيقة فيها لقاء مع الحبيب
فقالت إذا كان لابد لي فلماذا العلاج والدواء والمصاريف
نعم يا ياسمين نحن الأصحاء أيضا فهل يعني ذلك بان نمتنع عن الأكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل فلو فعلنا ذلك الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي
الطبيب تعلمين يا ياسمين بأن في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها فأنت مثلا إذا أعطتك صديقتك لعبة هل ستقومين بتكسيرها أم ستعتنين بها
ياسمين بل سأعتني بها وأحافظ عليها
الطبيب وكذلك هو الحال لجهازك الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والأذنين كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها من التلف..والأدوية والمواد الكيميائية التي سنقوم بإعطائك إياها إنما لها هدفان الأول تخفيف والثاني المحافظة قدر الإمكان على أجهزتك الداخلية من التلف حتى عندما تلتقين بربك وخالقك تقولين له لقد حافظت على الأمانات التي جعلتني مسئولة عنها هأنذه أعيدها لك إلا ما تلف من غير قصد مني
مضت الستة اشهر ثقيلة بالنسبة كأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى..قامت بحفظ سور من القرآن وسألناها لماذا تحفظين القرآن
وحان يوم رحيلها وأشرق بالأنوار وجههاووامتلأت
شفتاها بابتسامة واسعة وأخذت تقرأ سورة يس التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت سورة الحمد وسورة قل هو الله أحد ثم آية الكرسي ثم قالت الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنيه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين حمدا كثيرا أبدا واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو تاركة للصلاة
ثم قالت تنح يا والدي قليلا فإن سقف الحجرة قد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى الله رب العالمين اللهم ارحم هذه الطفلة الصالحة وارحمنا برحمتك وأحسن خاتمتنا. علق أمين يا رب العالمين.
الجميع