اليشطان شاهين
المحتويات
أيهم من كتفيها
مخافة أن ټأذي نفسها ليقول بثبات
إهدي البيبي بخير متقلقيش محصلوش
حاجة
نظرت نحوه باستعطاف قبل أن تردف بس
أنا شفته كان في ډم و
لم تستطع إكمال حديثها بسبب
دموعها ليتحدث أيهم بصوت هادئ
داه كان ڼزيف بسيط و الحمد لله
الدكتورة صفاء قدرت تنقذ الجنين
هي حتيجي بعدين عشان تفحصك
و حتبقى تطمنك بنفسها
عنها بحركة عفوية ليبتسم أيهم
بحزن قائلا ماما خذي بالك منها
أنا حخرج أكلم الدكتورة عشان تيجي
أكمل جملته ثم
خرج لتلتفت ليليان
نحو كاريمان التي لم تنتبه لوجودها من
قبل
كاريمان بابتسامة حنونة حمد لله عالسلامة
يا حبيبيتي الحمد لله إنك بخير
ليليان و هي تومئ لها الحمد لله إن
كاريمان بعد الشړ عليكي يا لولو إيه
الكلام اللي إنت بتقوليه داه
ليليان بحزن أنا خلاص يا طنط
إكتفيت من الدنيا دي و هو الحاجة الوحيدة
اللي مخلياني أكمل
مسدت كاريمان على يديها بحنان قائلة
متقوليش كده إنت صغيرة و لسه الحياة
قدامك طويلة و أكيد ربنا شايلك فرحة كبيرة
و تفرحي بابنك إنت لازم تكوني قوية
عشانه و على فكرة انا عاوزه احكيلك
على حاجة مش ياريت متتضايقيش
ايهم طول الاسبوع اللي فات مسابش
إيدك لحظة واحدة كان قاعد جنبك
ليل نهار هو ندمان جدا على كل حاجة
عملها معاكي
ليليان باستهزاء و حزن كثر خيره
طنط أرجوكي انا مش عاوزة اتكلم
بيه بعد كده كفاية اللي عمله فيا خليه
يطلقني و كل واحد يروح لحاله و لو على
إبنه انا أكيد مش ححرمه منه
فتح الباب فجأة ليدلف أيهم بوجه
متجهم لكنه تدارك ذالك ليقول بصوت
هادئ و انا تحت امرك و مستعد أنفذ كل حاجة
إنت عاوزاها انا سبتلك أوراق مهمة عند محمد
و هو حيبقى يفهمك كل حاجة الدكتورة صفاء
و تطمنا عليكي
رمشت ليليان بعينيها بعدم تصديق
و كأنها الان فقط إنتبهت لمظهر أيهم
الغير مرتب و نبرته المختلفة في الحديث
قاطع تفكيرها دخول صفاء التي
إبتسمت لها بسعادة قبل أن تتقدم للاطمئنان عليها
بعد يومين في فيلا البحيري
تجلس ليليان في غرفتها القديمة
وعلى وجهها علامات الصدمة و الذهول
حبيبتي ليلياني يمكن إنت مستغربة
إني بناديكي حبيبتي رغم إني أنكرت
قبل كده الف مرة وكنت بقول إني مش بحبك
لما كنتي بتسأليني كان لازم أجاوبك و اقلك
إني بعشقك بعشق إسمك و وشك و كل تفاصيلك
من اول لحظة شفتك فيها بس من عندي
و غبائي ضيعتك من بين إيديا غروري
و قسۏتي هما اللي وصلوني لطريق مسدود
معاكي بس لما شفتك واقعة بين إيديا و غرقانة في دمك انا كنت حموت من الخۏف ساعتها
عرفت و تأكدت إني محبيتش في حياتي
غيرك و كأني كنت أعمى و فتحت
انا مش حتكلم فلي فات ولا حطلب
منك إنك تسامحيني عشان عارف
إن دي حاجة مستحيلة
لما تقرئي الرسالة دي انا حكون سافرت
لندن انا حستقر هناك و ححاول يمكن
اقدر ابدأ حياتي من جديد انا كتبت
المستشفى باسمك و كمان شركة الأدوية
بقوا ليكي انا إتفقت مع سيف أنه
حيمسك الإدارة عشان إنت مش حتقدري
تهتمي بالشغل و إنت حامل
أنا حبقى أكلم ماما كل يوم عشان أطمن على
صحة البيبي بحبك و حفضل أحبك لآخر يوم
في عمري أنا عرفت داه متأخر اوي بعد
فوات الأوان خلي بالك من نفسك و من
إبننا
أيهم
الفصل الأول الجزء الثاني بعد ثلاثة سنوات في احدى أكبر مستشفيات لندن طرق أيهم باب مكتب مدير المستشفى الدكتور ألبير ليسمح له بالدخول أدار مقبض الباب ثم دلف ليقف له الآخر و يحييه باحترام مرحبا به مرحبا دكتور أيهام تفضل بالجلوس أخفى الاخر رغبته في الضحك على هذا الانجليزي الذي لم يستطع نطق إسمه بالطريقة الصحيحة رغم مكوثه هنا لمدة ثلاثة سنوات كاملة هتف أيهم رادا التحية و هو يهم بالجلوس شكرا دكتور ألبير إنحنى الآخر ليفتح أحد أدراج مكتبه و يخرج احد الملفات ليضعه أمامه قائلا باهتمام إذن دكتور أيهام هل مازلت مصرا على تركنا في الحقيقة أنا و بقية الطاقم الطبي الذين يعملون هنا لا نريد خسارتك فكما تعلم أنت تعتبر من أهم جراحي المخ و الأعصاب في هذه المستشفى حتى أن مجلس الإدارة في آخر إجتماع إقترح مضاعفة راتبك و قبول جميع مطالبك حتى تقبل تجديد عقد عملك في مشفانا
أجابه أيهم باختصار و قد نمت على شفتيه إبتسامة خفيفة دكتور ألبير اشكرك على هذه الفرصة القيمة و لكنني في الحقيقة أريد الرجوع إلى بلادي لدي زوجة و طفل صغير و عائلة تنتظرني هناك نزع البير نظارته ثم
وضعها على سطح مكتبه ثم تطلع في أيهم بتمعن قبل إن يتحدث بصوت
واثق مستر ايهام أنا اطلب منك أن تفكر مجددا إنت من الاطباء المحظوظين الذين وجدوا فرصهم هنا في بلد متقدم كبريطانيا تستطيع جلب عائلتك
و الإستقرار هنا من المؤسف ان تضيع عملك بعد كل الجهود التي بذلتها لتصبح رئيسا لقسم جراحة المخ و الأعصاب في احد اكبر المستشفيات هنا أومأ له أيهم بتفهم و قد إرتسمت
أمامه شريط ذكريات ثلاثة سنوات متواصلة من العمل و الجد المتواصل ليلا و نهارا حتى تم إختياره لرئاسة قسم جراحة المخ تنهد مطولا قبل أن يهتف بتصميم اقدر ذلكم ذلك مستر البير و لكنني لا أستطيع لدي ظروف قاهرة تجعلني أعود لمصر لكن أعدك إن قررت مغادرة مصر مرة أخرى فسوف تكون مشفاكم اول وجهة لي حسنا دكتور أيهم اتمنى لك التوفيق في حياتك و لا تنس ابدا ان هذا المستشفى يرحب بك دائما أنهى كلامه ليقف من مكانه ليمد يده ليصافح أيهم بحرارة قبل أن يمد له بملف يحتوي على أوراقه بعد ساعة وصل أيهم لشقته التي تقع في احد الأحياء الراقية بلندن دلف إلى الداخل بخطى رتيبة ليجول بنظره أنحاء الشقة الباردة كبرود حياته منذ اول يوم أتى فيه إلى هذا البلد رمى مفاتيحه و هاتفه على أقرب طاولة إعترضته ثم توقف أمام
مجموعة من الصور المعلقة على الحائط بطريقة أنيقة تحسس إحداها باصابعه و هو يبتسم بشوق طفله الصغير أيسم الذي بلغ من العمر سنتين و نصف كم يشبهه بعينيه الزرقاء و بشرته ود لو أنه لم يفعل ما فعله سابقا حتى فقد حق وجوده بقربهما كأي اب في العالم منع نفسه بصعوبه حتى لا يركب أول طائرة متجهة نحو مصر ليكون معهما في كل مرة يتمنى لو يلمح وجهها الجميل الذي إشتاق له حد المۏت منذ مجيئه إلى هنا و قد تغيرت حياته كليا يتمنى لو يعود به الزمن لكان الان في بيته مع زوجته و طفله ندم بل يكاد ېموت ندما في كل يوم على أفعاله في الماضي كل يوم يمر عليه يشعر و كأنه ېموت بالبطيئ يتعمد إرهاق نفسه في العمل لساعات طويلة حتى لا يفكر مسح دمعة خائڼة سقطت من عينيه رغما عنه قبل أن يشق طريقه لداخل الشقة متجها نحو الحمام حتى يتوضأ و يصلي صلاة الظهر في فيلا عمر الشناوى صړخت هبة پقهر و هي تدفع باب غرفة نومها
متجاهلة نداءات عمر باسمها و الله حرام انا إستحملتها كثير و هي عمالة بترمي كلام زي السم يمين و شمال انا ذنبي إيه مش كفاية اللي أنا فيه هو انا ناقصة أغلق عمر باب الغرفة وراءه ثم إقترب منها محاولا تهدئتها كعادته حبيبتي إهدي مينفعش كده ما إنت عارفة ماما بتقول الكلمتين دول كل شوية بس مش بتعمل حاجة هبة پبكاء لا يا عمر المرة دي مامتك مصرة على اللي في دماغها و عاوزة تجوزك بنت صاحبتها اللي بتقول عليها دي مش بتسيب فرصة إلا و بتعايرني عشان لسه ربنا مكرمناش و
رزقنا بحتة عيل يملأ علينا حياتنا إنكمشت ملامح عمر و بان عليه الحزن ليردف بنبرة مريرة تخفي ورائها إنكساره قلتلك قبل كده خليني اقلها الحقيقة إن انا اللي مبخلفش أسرعت نحوه بخطوات متعثرة لتقف أمامه واضعة يدها على ثغره تمنعه من إكمال كلامه قائلة بصوت متحشرج وهي تنظر داخل عينيه مش عاوزة اسمع الكلام داه ثاني انا أهون عليا استحمل نظرات الناس و كلامهم عليا و لا اسمع حد يجيب سيرتك بكلمة شهق بقوة ليغمض عينيه براحة عندما شعر براحتيها الناعمتين تلامسان وجهه و رائحتها اللذيذة تغلفه لتذيب قلبه الهائم بها عشقا ليهمس بتوتر رغم ألمهبس إنت ذنبك إيه انا السبب في ألمك و حزنك داه الناس كلها لازم تعرف إن إنت ملكيش ذنب قاطعته مجددا متقولش كده مافيش حد له ذنب في اللي حصل داه قدر ربنا إحنا نصبر و و ندعيه وهو اكيد حيعوض صبرنا خير أومأ لها بإيجاب لتجذبه هبه
لها لتريح رأسه على كتفها مخففة عنه بعضا من آلامه التي يختزنها داخل قلبه المتعب منذ سنوات في فيلا الألفي تركض كاميليا وراء إبنيها التوأم آسر و أسيل كعادتها محاولة الإمساك بهما بعد أن رفضا تناول وجبة الخضروات الخاصة بهما و التي تحرص كاميليا على إعدادها لهم كل يوم و إجبارهما على تناولها بينما يجلس فادي الذي بلغ من العمر سبعة سنوات على اريكة الصالون يتناول صحنه رغما عنه و على وجهه علامات التقزز إلتفتت نحوه كاميليا لتجده يرفع الشوكة ببطئ نحو فمه و يغمض عينيه حتى يتناول ما بها دون النظر إليها صړخت بصوت لاهث بعد أن شعرت بالتعب من الركض وراء الأطفال حتى إنت يا فادي و انا اللي بعتبرك الكبير العاقل اللي بينهم اللي يشوفكم و إنتوا عاملين كده بيقول بعذبكم اكل فادي قطعة الخضر متنهدا بقلة حيلة مستسيغا طعمها اللذي يشبه طعام المستشفيات قائلا باعتراض طعمها وحش يا مامي اصلا مفيش حد عاقل بيحب الخضار أكمل كلامه بنبرة هامسة لتبرق عينا كاميليا پغضب لتهدر إنتوا لسه صغيرين و مش عارفين الخضار اللي مش عاجباك دي فوائدها كثيرة خاصة للأطفال عشان كده أكمل فادي معها بصوت منخفض بقية كلامها الذي حفظه عن ظهر قلب و أطباقكم حتكملوها يعني حتكملوها زي كل يوم مش كفاية حرمت نفسي من شغلي و مستقبلي و قاعدة في البيت عشانكم يا رب صبرني انا كان مالي و مال الجواز و الخلفة كان يوم اسود نظرت حولها باحثة عن المشاغبين الذين لم يتجاوز عمر الواحد منهما سنتين و النصف و اللذين بالكاد يستطيعان المشي جيدا لتجدهما يقفان وراء والدهما الذي كان قد وصل منذ بداية وصلة ردحها اليومية إبتلعت ريقها بصعوبة و هي ترفع عينيها تدريجيا لتلتقي بعينيه التيارجوك
متابعة القراءة