اليشطان شاهين
المحتويات
هي تغلق عينيها محاولة تهدأة نفسها نتطلق و كل واحد منا يشوف حياته كفاية السنين اللي ضاعت من عمري أنا رجعتلك شركتك والمستشفى بتاعتك و حتنازلك على حقوقي كلها مش عاوزة منك حاجة و حسيب الفيلا و أجر شقة صغيرة ليا أنا و إبني انا قدمت في كذا مستشفى و أكيد حلاقي شغل ثاني قريب جدا و إستقالتي حتكون بكرة على مكتبك أيهم بسخرية و هو مازال منشغلا بالنظر للصغير و إيه كمان ليليان ببساطة ولا حاجة حشوف حياتي وإنت كمان شوف حياتك إحنا مش اول كوبل يطلقوا أيهم بابتسامة مريرة معيدا كلامها بنبرة بطيئة صح مش اول كوبل يطلقوا رفع عينيه نحوها واضعا يديه على جانبيه عاملة حساب كل حاجة يعني بالسرعة دي قدرتي تنظمي حياتك من ثاني ليليان ببرود إنت سايبني بقالك أكثر من ثلاثة سنين فترة كافية عشان اقدر ارتب حياتي من ثاني أكملت باستفزاز لو كنت طلبتني قبل ماتسافر كنت رجعت لقيتي تجوزت إسترقت ليليان النظر إليه بعد أن شعرت بمدى قسۏة كلماتها لتجده يحدق في أرضية الغرفة و قد إشتدت قبضتاه على لحاف السرير
إني أحب و أتحب إرتفعت زاوية شفتيه بابتسامة حزينة قبل إن يهتف للأسف إنت مينفعش غير تتحبي رفعت رأسها بغرور مزيف و هي تكتف ذراعيها أمام صدرها قائلة طيب حيث كده إبتدي في إجراءات الطلاق عشان نخلص هز الاخر حاحبيه بسخرية يعني مفيش حل ثاني أجابته بحدة طبعا لا انا مصرة و اظن إن داه من حقي تحدث متنهدا طيب و ايسم أجابته بحيرة ماله داه إبني و مكانه الطبيعي معايا قاطعها بصوت هاديبس داه كمان إبني و مكانه الطبيعي معايا انا بردو ليليان بنفاذ صبر من هذا النقاش العقيم حسب رأيها بلاش تلف و تدور عليا بالكلام زي عوايدك رجوع مش حرجعلك لو إنطبقت السماء على الأرض و لو على ايسم داه إبني و حعرف
إزاي اهتم بيه لوحدي متقلقش نفسك ايهم بغموض طيب و إنت فاكرة إن ماما و بابا حيسيبوكي تخرجي من البيت
و تبعدي عنهم حفيدهم الوحيد ثم إزاي حتقدري تعيشي لوحدك في شقة و عيلتك موجودة ليليان پألم دي عيلتك إنت انا معنديش عيلة مش داه كلامك ليا زمان انا مجرد ضيفة هنا انا امي ماټت و ابويا رماني و جوزي ذلني و عڈبني سنين طويلة مفضلش ليا غير إبني هو عيلتي الوحيدة أيهم بتماسك رغم تأثره بكلامها دي عيلتك اللي ربتك و كبرتي وسطيها و إنت عارفة هما قد إيه بيحبوكي و عمرهم محسسوكي بحاجة إنت أكيد مش حتقدري تكسري بخاطرهم و تسيبي البيت كده فجأة و أيسم محتاج أنه يتربى في جو العيلة مع ابوه و أمه إنت أكثر واحدة عارفة أهمية العيلة ليليان باندفاع قصدك إيه
صدقني النرفزة و الزعل مش كويسين علشانك إنت بقالك سنتين بتتعالج عندنا و الحمد لله حالتك بقت أحسن بكثير و إن شاء الله حنسمع اخبار كويسة قريب بس لازم تكون صبور و هادي أكثر من كده في ناس بتقعد تتعالج بين خمس و عشر سنين و أحيانا أكثر رمقه عمر بحنق و هو يضع الكوب فوق المكتب متمتما بغيضلسه بيقولي اصبر طبعا ماهو مش اللي رجليه في المية يلا إكتبلي لو في دوا او تعليمات عشان عاوز أمشي من هنا انا کرهت ام المكان داه إبتسم الطبيب و هو يخفض رأسه ليدون بعض الملاحظات بسرعة في ملفه قائلا إنت حتستمر على الأدوية القديمة و إن شاء الله المرة الجاية حنسمع اخبار كويسة موعدنا كالعادة كمان أسبوعين صافحه عمر على مضض قائلاإن شاء الله تنهد بعمق و هو يغلق باب المكتب وراءه ليسير في البهو بخطوات متثاقلة و قد بدأ يتملكه اليأس من حالته فكلام الطبيب لاجديد فيه في كل مرة يلقي على مسامعه نفس التعليمات و النصائح توجه نحو إحدى الكراسي الموضوعة في إحدى الزوايا ليجلس عليه بعد أن أحس بثقل ساقيه و عدم
تحاليل حنسيب كل حاجة لربنا لو قدر لينا إننا نخلف فالحمد لله و لو مقدرش نقول بردو الحمد لله ضمت يديه بين يديها و هي تضيف بنبرة عاشقة حنونةمش قلتلي إنك حتعتبرني بنوتك الكبيرة و مش عايز من الدنيا حاجة غيري و إلا إنت غيرت رأيك بقى تخرجه في كل مرة من ضيق أحزانه و تعوضه عن شعوره التقصير ناحيتها طوال سنوات زواجها به لم تحسسه و لو مرة واحدة بالنقص تواجه كل إهانات عائلته بصبر و لاتشتكي له ابدا هذه هبة التي عشقها و إختارها من بين آلاف الفتيات يوما بعد يوم تثبت له أنه لم يخطئ ابدا بحبك يا أحلى حاجة في حياتي بحبك و مش عايز غيرك في الدنيا أجابته هبة و انا كمان يا قلب هبة بعد اسبوع مساء في مستشفى البحيري فركت ليليان عنقها بتعب و هي تنحني برأسها قليلا لتستند بجبينها على سطح المكتب تنهدت و هي تغمض عينيها بارهاق من احداث الاسبوع الماضي عملها الذي إستمر في المستشفى بعد أن رفض أيهم إستلام الإدارة و إكتفائه بالعمل بالشركة بعد إنسحاب سيف و عودته للعمل مع والده لم تذق طعم النوم منذ يومين لكثرة العمل و الذي إضطرها للمكوث في المشفى أغلب وقتها و من جهة أخرى أيهم الذي لا يكف عن ملاحقتها و محاصرتها في كل مكان بهداياه و مفاجآته الغريبة باقات ورود و مجوهرات ثمينة و فساتين ووو فتحت أحد ادراج المكتب لتخرج منها علبة مخملية زرقاء داكنة لتفتحها فيظهر بداخلها خاتم ألماسي رقيق يخطف الانظار وجدته صباحا فوق مكتبها و معه وردة حمراء نسيت حتى اين وضعتها بسبب إكتظاط مكتبها بباقات الورد التي تصلها منه كل يوم تذكرت الرسالة المرافقة لها و التي كتب فيها ايهم لها عن رغبته في رؤية الخاتم في يدها و سيعتبر ذلك دليلا على موافقتها على الرجوع له و البدء معه من جديد حياة جديدة مختلفة كليا عن الماضي الأليم الذي لم تستطع لحد الان نسيانه همست بداخلها و هي تعبث بالخاتم الذي زين إصبعها و كأنه صنع خصيصا لها يا ترى هو فعلا تغير و إلا لعبة من ألاعيبه القديمة إزاي حد زي أيهم مغرور و قاسې و زير نساء حيتغير بس هو بقى بيصلي أنا شفته كذا مرة و بسمع صوته كل ليلة و هو بيرتل القرآن و بيحفظ ايسم السور القصيرة بس رغم كل داه مش قادرة أصدق إنه يووووه انا تعبت من التفكير تعبت من كل حاجة
متابعة القراءة